各位文學界的朋友們:
我演講的題目是“文學與社會發展”。
中國社會正在飛速發展,改革開放取得很大的成果,人們的生活水平得到了極大的改善,中國人已經開始步入小康社會。中國廣大的鄉村有8億農民正撲向城市,中國城鎮化進程正在加快。中國文學的發展也不甘落后,以描寫城鎮生活為背景的城市文學在中國開始迅猛發展。在中國發展的進程中,反應最快的藝術形式是中國的電影和電視劇,而純文學的反應反而慢了半拍,當然,這種慢是需要的,這是純文學的本質決定的,純文學的寫作需要沉淀。
中國城市文學的發展一直落后與鄉土文學,這是因為中國是一個農業國家,在中國的13億人中至少有8億是農民。中國當代作家大部分出身農民,在中國最杰出的作家也都是農民出身,他們現在是中國文學的主力,比方莫言,賈平凹等;旧厦恳粋中國作家都嘗試寫出過自己的鄉土。中國作家其實都是在鄉土文學中鍛煉成長起來的。
然而,這一切已經現在開始改變了,中國正在進行城鎮化,中國文學也在轉型,用文學反映中國從鄉村向城市的轉型,成為中國當代文學作品的主要內容。有中國評論家還把其中一部分命名為“打工文學”?梢,真正的鄉土文學在中國文學的發展中開始萎縮,以80后為代表的新一代作家,他們沒有鄉土經驗,基本上拋棄了鄉土,他們的寫作題材完全是以城市為背景的。
可見,文學是社會生活的反應。一個時代的社會生活,構成了這個時代文學的基本內容。在原始社會,人們只能以簡單的方式生產勞動,那時的人們幻想著征服自然,所以就產生了神話故事。隨著社會的發展,文學藝術也不斷的發展,在中國古代就產生了《詩經》,《詩經》廣泛地反映了那個時期的社會生活。唐朝是中國封建社會的鼎盛時期,也是文學取得極高成就的時期。盛唐時期在政治、經濟、文化等各方面都繁榮昌盛,政治開明,思想開放,社會穩定,人口增加,經濟繁榮,各民族之間聯系密切,國際交往頻繁。生活在這個環境中的知識分子,大多具有積極進取、追求功名、建功立業的理想抱負,所以有了“開元全盛日”、“天寶承平時”的詩句。
歐洲也一樣,在原始社會時期,也產生了神話。國家的產生,戰爭的出現,便產生了希臘史詩、戲劇。黑暗的中世紀后,就有了文藝復興。
文學雖然隨著社會的發展而發展的,但是,社會發展對文學的決定作用,往往是通過政治來實現的。這是因為政治是經濟的集中表現,各種意識形態都以政治為中心,互相影響,互相聯系。因而,文學也經常受到政治直接、重大而又深刻的影響。在一定條件下,政治可以促進文學的發展和繁榮,也可以限制、阻礙文學的成長和進步。例如在中國的秦朝,秦始皇推行文化專制主義,制定了“有誰偶敢語詩、書者,棄市”的法令,結果嚴重得阻礙了文學的發展。而唐代實行了以詩賦取仕的制度,結果就促進了文學的繁榮。由此可見,政治對文學起著重大的影響。文學不能脫離政治的另一個原因,在于作家在社會中也不能脫離政治,不能作社會的旁觀者,他個人的意識里必定帶有政治色彩。在他觀察、認識、評價社會生活時,這種政治意識就會起作用。不管是自覺還是不自覺,他們的作品總會表現出一定的政治傾向。由此可見,文學是不能脫離政治而孤立存在的。
這樣看來,文學不但與政治有著密切關系,與哲學、道德、宗教也有著十分密切的關系。 哲學作為研究人的世界觀的學說,它直接影響著文學的創作活動和文學思想。作家怎樣認識生活、觀察生活、表現生活,都離不開世界觀的指導,也就離不開哲學思想的指導。
在中國,有儒、釋、道的哲學思想,儒家的思想要入仕,所謂“正身、修身、齊家、治國、平天下”為此產生了大量的文學作品,杜甫的“致君堯舜”的志愿和“憂民愛物”的態度是一個代表。儒家思想發展到今天,在中國還有存在著大量的官場文學和所謂的主旋律文學。
當不了官,失意了怎么辦,就轉為道家了,李白的“排圣賢、鄙權貴”的思想又是一個代表。淡泊名利,寄情山水,也就有了后來的陶淵明!安删諙|籬下,悠然見南山。山氣日夕佳,飛鳥相與還! 在南山那美好的黃昏景色中,“落霞與孤鶩齊飛,秋水共長天一色”。正是詩人擺脫了官場束縛,悠然自在的寫照。詩人在這里悟出了自然界和人生的真諦。人生不應該只追求名利,不應該被官場的齷齪玷污了自己的自然天性,而應該回到自然中去,去欣賞大自然的無限清新和勃勃生機。這是中國文人在官場上受了氣,最好的心理安慰。閑情逸致的文學在中國文學中占了很大的比例,不過,這可能最接近文學的本質。
一時寄情山水還可以,要是永遠寄情山水可能讓一個人在孤獨中絕望,人畢竟是社會的人。不過,絕望了也沒關系,在中國的哲學中還有個釋家。寄希望于來世,這就是修來世,中國有六道輪回,總有一個輪回我能過上幸福的生活。在這個方面也出現了大量的文學作品。中國有大量的民間故事,講的就是來世。當然,來世確實無處把握,那就反觀過去,用現代關照過去,這其實還是一種來世觀念。所以中國當代就出現了穿越文學。在當代受氣絕望,就幻想著抱著一挺機關槍,穿越到冷兵器的時代,你這時是最厲害的,任何人都不是你的對手。用文學滿足了自己渴望強大的心理需求。
除了哲學以外,道德也對文學也有很大影響。道德是人的行為準則,善和惡,正義和非正義,誠實和虛偽等行為標準都屬于道德的范疇。作家選擇題材,表達主題,塑造形象,都會受到一定道德觀念的支配。在我國封建社會時期,“三綱五!、“忠孝節義”等,是最重要的道德規范,因此那個時期的大量文學作品都宣揚這種觀念。比如《琵琶記》、《兒女英雄傳》、《三俠五義》等,所歌頌的孝女節婦、忠臣義士,就是這種道德觀念的體現。
當然,文學也有猛烈抨擊封建禮教,宣揚新的道德理想的作用,這對于破除舊的道德規范,樹立新的道德風尚,起了巨大的作用。例如“五四”時期,魯迅等許多作家的作品就起到過這種作用。
宗教也對文學的發展產生著至關重要的作用。宗教對文學的影響非常大,有時候宗教控制文學,阻礙文學的發展。例如,在歐洲中世紀,基督教統治一切,壟斷一切,嚴禁世俗文學的存在。因此,宗教統治造成了歐洲中世紀文學的荒蕪,到了文藝復興運動興起之后,文學才沖破教會的束縛。在中國也一樣,宗教對歷史上許多作家都產生過影響,并進而影響到文學的思想內容、藝術風格和文學思潮。王維早年的詩風是意氣風發,雄渾有力的,比方《少年行》。但在退隱奉佛后,王維的詩風改變了!耙晃蚣艦闃,此生閑有馀。思歸何必深,身世猶空虛!狈鸾绦麚P看破紅塵,跟絕塵念。王維信佛以后的詩,也就出現了淡遠閑靜的風格。王維詩風的這種變化,顯然與佛教思想的影響有關系。當然,文學也在不斷揭露和批判宗教的偽善、欺騙和罪惡,喚醒人們,削弱了宗教的影響。比方薄伽丘的《十日談》。
從以上的探究中我們可以發現,文學并不是孤立存在的,它與其它意識形態發生著錯綜復雜的聯系,這種種聯系,造成了文學本身的復雜性。文學是以經濟為基礎的,同時政治、哲學、道德、宗教又深刻地影響著它。而這一切都是社會生活的方方面面,劉勰在《文心雕龍》中有這樣一句話:“文變染乎世情,興廢系乎時序”,這句話闡釋了文學發展的外部原因,將文學的變化與社會的風俗、政治的興衰聯系起來!稑酚洝分幸舱f:“治世之音安以樂,其政和;亂世之音怨以怒,其政乖;亂世之音哀以思,其民困!边@句話就很好地闡釋出了文學文藝與社會發展的關系。
我們首先承認社會發展對文學發展的作用,但是,當我們從文學獨特的藝術價值上來辨別文學的成就時,就會發現某些特殊的文學現象與社會的發展關系不大。文學作為一種歷史現象它是隨社會發展而發展的,文學作為一種藝術它又不一定受到社會發展的影響,某些文學形式的突出成就與社會發展不一致。某些不發達的時代比發達的時代的文學具有更高的藝術價值。譬如,古希臘神話是神話發展的高峰,它為人類提供了不可多得的審美價值,它表現出了非凡的想象力,但當社會進一步發展了,神話卻漸漸地衰微了。中國的唐詩宋詞創造了格律詩的高峰,盡管唐宋以后的社會進一步發展了,但詩人們所留下的格律詩卻很難與前者相提并論。所以,王國維就說:“謂文學后不如前,余未敢信。但就一體論,則此說固無以易也!边@就是說經濟的發展,社會的進步并不一定帶來文學藝術的發展和繁榮,相反,在某些特殊的時期,社會和經濟的發展倒成了一種文學形式繁榮的消極因素,我們得出這種結果,是用文學超然的普遍審美價值來評估的。
從文學發展的多種原因看,它的繁榮并不一定發生在相對高度發展的社會時代。社會的發展的主要標志是物質發展水平,這是文學發展的最終原因,但文學繁榮的原因是多元的,政治、哲學、宗教、道德、社會心理、時代風尚和藝術傳統等對其有影響。
神話這種不可多得的藝術形式,只能在經濟水平低下、社會原始的條件才會產生和繁榮,因為神話里所體現的人的強大直覺力和想象力是經濟不發達,認識處于蒙昧狀態的條件下才會出現的。
中國的“康乾盛世”并沒有帶來文學的相應繁榮,其直接的原因是由于政治對文學的恐怖性限制。18世紀的德國,其物質生產的水平遠不如英法等國,但卻出現了以萊辛、歌德和席勒為代表的德國文學的繁榮局面,德國這個時期產生的“狂飆突進運動”的文學,構成了當時歐洲文學的主潮。這與德國文化中的哲學反思傳統,與德國人的理性精神和自由理想的社會心理都是有著密切關系的。19世紀的俄國經濟水平同樣是遠遠落后歐洲各國的,但卻產生了普希金、果戈理、屠格涅夫、陀斯妥也夫斯基、托爾斯泰、契訶夫等大作家,他們以其非凡而出色的創作,造就了俄國文學的高度繁榮。這種繁榮明顯處于歐洲文學的領先地位。這說明物質生產的相對發達未必帶來文學藝術的繁榮,相對落后的經濟水平下文學又未必會不興旺。
總而言之,文學是隨社會的發展而發展的,但在某些特殊的歷史階段,文學的繁榮與社會的發展是不一致的。這是因為文學發展的動力不單是靠物質發展水平,就文學這種特殊的現象而言,我們很容易發現文學的繁榮和社會發展不是百分之百同步的。文學沒有國界,文學是一種獨特的藝術,文學是全人類共同的財富,這就是文學的魅力所在,這也是中國當代能產生莫言等文學大師的原因。
如今,社會正處于一個多元化的時代。網絡技術開辟了社會發展的新紀元。在未來,網絡對文學的發展將起到前所未有的重大作用。所謂的網絡文學不是真正意義上的文學,文學的網絡化卻將極大地促進文學的交流和發展,這才是我們最需要的。
謝謝大家!
2014年5月
附:阿語
الأدب وتطور المجتمع
جانغجه
الأصدقاءالأدباء:
الموضوعالذي سأتحدث عنه هو "الأدب وتطور المجتمع"
إنالمجتمع الصيني يتطور بسرعة، وسياسة الانفتاح الصينية قد حققت نتائج ملموسة، وقد تغيرمستوي معيشة الناس بشكل هائل، وخطت الصين خطوات تجاه تكوين مجتمع مُكتفٍ. يتجه حوالي8 ملايين شخص من أرياف الصين الواسعة إلى المدن، كما أن عملية تحديث الريف في اضطرادسريع. وتطور الأدب الصيني لا يتخلف عن هذا التطور، فالأدب الذي يتخذ من المدينة خلفيةله يتطور باضطراد مع تطور المجتمع. وخلال عملية تطور الصين، فإن أكثر الفنون التي لقيتإقبالاً سريعا كانت الأفلام والمسلسلات، أما الأدب الخالص فقد تراجع الإقبال عليه إلىالنصف، وبالطبع، فإن هذا التباطؤ ضروري، وهذا هو ما يقتضيه جوهر الأدب الخالص، فإن إبداع الأدب الخالص يحتاج إلى بعض التراكم。
وكانأدب المدينة الصيني متخلفاً دائماً عن أدب مسقط الرأس (الريف)، ويرجع السبب في ذلكإلى كون الصين دولة صناعية، فيوجد من بين مليار وثلاثمائة مليون شخص في الصين 800 مليون
منالأرياف. وأغلب الكتاب الصينيين المعاصرين والبارزين من الأرياف ، ويعتبرون الآن المحرك الأساسي للأدب الصيني، مثلمويان، جيا بينغ وا وغيرهما. وبشكل أساسي فكل كاتب صيني قد جرب الكتابة عن مسقط رأسهمن قبل. وفي الحقيقة فإن الكتاب الصينيين قد طورا وصقلوا مهارتهم عن طريق أدب مسقطالرأس。
إلاأن ذلك الأمر بدأ يتغير الآن، فالصين بدأت عملية تحديث الريف، وبدأ الأدب الصيني يتغيرأيضاً، فاستخدام الأدب لعكس حياة المدينة بدلاً من الريف، أصبح من أهم موضوعات الأعمال الإبداعية للأدب الصيني المعاصر.وقد أطلق أحد النقاد الصينيين على ذلك اسم "أدب العمل". وهكذا يتضح، أن أدبمسقط الرأس قد بدأ يذوي عبر مسيرة تطور الأدب الصيني، وكتاب ما بعد الثمانينات الجددلا يمتلكون خبرة العيش في الريف، وتخلوا بشكل أساسي عن مسقط الرأس، واتخذت أعمالهمالإبداعية بالكامل المدينة كخلفية لها。
ويبدو جلياً، أن الأدب هو نتاج الحياة في المجتمع. فالحياةالاجتماعية في عصر ما، تشكل مواضيع الأعمال الأدبية لهذا العصر. في المجتمع البدائي،كان الناس يعتمدون على أبسط الوسائل للعمل، وكان الناس في ذلك المجتمع يفكرون في كيفيةقهر الطبيعة، وبذلك تولدت الأساطير. وقد تطور الأدب باضطراد تبعاً لتطور المجتمع، وفيالصين قديماً ظهر (كتاب الأغاني)، وهذا الكتاب عكس بشكل واسع الحياة الاجتماعية فيذلك العصر. وعصر مملكة تانغ يُعدُّ أكثر العصور التي كان فيه المجتمع الإقطاعي الصينيفي أوج عظمته ومجده، وهو العصر الذي حقق فيه الأدب الصيني أعلى نجاحاته. كان عصر مملكةتانغ مزدهراً من حيث السياسة، الاقتصاد، والثقافة، وغيرها من المجالات، كانت السياسةمستنيرة، والفكر متفتحاً، والمجتمع مستقراً، والسكان في ازدياد، والاقتصاد منتعشاً،والعلاقات وثيقة بين القوميات جميعها، والعلاقات الدولية وطيدة. وكان معظم المثقفينالذين عاشوا في تلك البيئة، يمتلكون روح التقدم الإيجابية، ويسعون إلى الشهرة، ويمتلكونطموحاً لبناء أحلامهم، ولهذا وجد بيت الشعر "عهد كاي يوان عهد العزة والرخاء"،"عهد تيان باو عهد الأمن والاستقرار"。
كانت أوروبا على الشكل ذاته، ظهرت الأساطير في مجتمعها البدائي.فبناء الدول، واندلاع الحروب، أنتجا الملاحم اليونانية والأوبرا. وبعد العصور الوسطىالمظلمة، كانت النهضة الأدبية。
وعلى الرغم من أن الأدب يتطور تبعاً لتطور المجتمع، إلا أنإسهامات الأدب التي يقررها تطور المجتمع، تتحقق دائماً من خلال السياسة. وذلك لأن السياسةهي التعبير الممركز للاقتصاد، وجميع الأيديولوجيات تتخذ من السياسة مستنداً لها، يؤثركل منهما على الآخر، ويتصل كل منهما بالآخر. ولذلك، فإن الأدب دائماً ما يتأثر تأثراًعميقاً ومباشراً وكبيراً بالسياسة. وتحت شروط محددة، يمكن للسياسة أن تدفع بتطور الأدبوازدهاره، ويمكن أن تعيق وتحدد نمو الأدب وتقدمه. مثال على ذلك في عصر مملكة تشنغ فيالصين، فرض الإمبراطور سياسة الاستبداد الثفافي،ووضع قانون "من يتجرأ ويقرأ شعراً، أو كتاباً، فسينفى خارج المدينة"، وكانتالنتيجة أن مسيرة الأدب أعيقت بشكل كبير. أما نظام الامتحان الإمبراطوري لاختبار موهبةالشعراء الذي وِضع في عصر مملكة تانغ، فقد كانت نتائجه ازدهار الأدب. من هنا يبدو واضحاً،أن تأثير السياسة على الأدب كبير. وأحد الأسباب الأخرى التي لا يمكن للأدب أن ينفصلعن السياسة، هو أن الكتاب لا يمكنهم في حياتهم ضمن المجتمع أن ينفصلوا عن السياسة،فلا يمكنك أن تصبح متفرجاً في المجتمع، فيجب على الوعي الفردي أن يمتلك صبغة سياسية.فأثناء ملاحظته، وإدراكه، وتقييمه للحياة الاجتماعية، سيفيده هذا الوعي السياسي. وسواءأكانوا منتبهين أم غير منتبهين، فإن أعمالهم دائماً ما سيظهر فيها بالتأكيد نزعة سياسية.وهنا يبدو واضحاً، أن الأدب لا يمكن أن ينفصل عن السياسة ويحيا بمعزل عنها.
ولهذا، فإن الأدب ليس متصلاً بالسياسة اتصالاً وثيقاً فحسب،بل متصل بالفلسفة، والأخلاق والدين اتصالاً قوياً. يقول علم الفلسفة والذي يعتبر علمالبحث في رؤية الإنسان للعالم، أنه يؤثر تأثيراً مباشراً على حركة الإبداعات الأدبيةوالفكر الأدبي. فيكف يدرك الكاتب الحياة، وكيف يلاحظها، وكيف يعبر عنها، كل ذلك لاينفصل عن النظر إلى العالم، ولا ينفصل عن توجيه الفكر الفلسفي أيضاً.
وفي الصين، توجد الكونفوشية، والبوذية والطاوية ذات الفكرالفلسفي، فالكونفوشية تقتضي الدخول في الطبقة السياسية، وما يسمى بـ "النقدالذاتي، تهذيب النفس، تنظيم الأسرة، إدارة شئون البلاد، خلق عالم مزدهروسلمي" قد أنتج العديد من الأعمال الإبداعية، ورغبة الشاعر (دو فو) في (مساعدةالامبراطور ياو شون) وسلوكه الذي يتمثل في "الاهتمام بالناس وحبالمخلوقات" هي مثال بارز على ذلك. والكونفوشية مازلت ممتدة إلى الآن، ومازال فيالصين أعمال تنتمي إلى أدب طبقة الموظفين وما يسمى الأدب السائد。
إذا فشلت في أن تكون موظفاً، فتحول إلى المذهب الطاوي، وفكرلي باي في "اتباع الحكماء والفضلاء، ازدراء أصحاب الجاه والنفوذ" مثال بارزعلى ذلك. عدم السعي إلى الشهرة، والوقوع في حب الطبيعة، قد منح لنا بعد ذلك الشاعر(تاو يوان مينغ). "حينما كنت أقطف أزهار الأقحوان من ناحية السياج الشرقي،رفعت عيني لأرى جبل نان شان. وقت الغروب جميلاً يسدل أشعته على الجبل، والطيورترفرف بأجنحتها"، في وقت الغروب الجميل على جبل نان شان، "تلاشى وهجالغروب وطارت البطة الوحيدة، وأصبح ماء الخريف والسماء بلون واحد". لقد تخلى الشاعرعن قيود طبقة الموظفين، وبدأ يكتب وهو مرتاح البال. والشاعر هناك يدرك المعنى الحقيقيللطبيعة وحياة الإنسان. فيجب ألا يسعى الإنسان في حياته إلى الشهرة فقط، وأن يدنس فطرتهبأقذار طبقة الموظفين، بل يجب عليه أن يعود إلى الطبيعة، ويتمتع بما فيها من صفاء ونشاط.هذه هي المواساة النفسية للمثقفين الذين اضطهدوا من قبل طبقة الموظفين. فالأدب الذيكتب بتلك الطريقة له نماذج عديدة في الأدب الصيني، غير أنه وعلى الأرجح النوع الذييقترب من جوهر الأدب.
أن تقع في حب الطبيعة بين حين وآخر فهذا أمر جيد، أما الوقوعفي حبها على الدوام فيمكن أن يجعل الإنسان يشعر باليأس في وحدته، فالإنسان كائن اجتماعيفي الأصل. ولكن، لا بأس بأن تكون يائساً، ففي الحكمة الصينية يوجد المذهب البوذي. ويأملهذا المذهب في حياة بعد الموت، يصلح فيها الإنسان حياته، وفي المذهب البوذي الصينييوجد ستة أشكال من التناسخ، ودائماً ما يوجد شكل فيها يمنحك حياة سعيدة. وفي هذا المجالظهرت أعمال إبداعية كثيرة. هناك الكثير من القصص الشعبية الصينية، وكلها تحكي عن الحياةبعد الموت. وبالطبع، فأنت لا يمكنك أن تتمكن من هذه الحياة، إذاً فلتسترجع الماضي،وتستخدم الأساليب الحديثة في الاهتمام به. وهذا في الحقيقة نوع من مفهوم الحياة بعدالموت. ولهذا ظهر أدب (التداعي) في الأدب الصيني المعاصر. فعندما تشعر باليأس في الوقتالحاضر، تخيل أنك تحمل بندقية، وتعود بها إلى عصر الأسلحة البيضاء، فهذا الوقت سيكونلا مثيل لك، ولن يستطيع أحد أن يواجهك. استخدم الأدب في إشباع رغباتك النفسية。
إلى جانب الفلسفة، فإن الأخلاق تلعب دوراً مهماً في التأثيرعلى الأدب. الأخلاق هي قواعد سلوك الشخص، الجيد والسيء، الصحيح والخاطئ، الصادق والمنافقوغيرها من معايير السلوك التي تنتمي إلى الأخلاق. فعندما يختار الكاتب موضوع عمله،ويعبر عن الفكرة الرئيسية، ويرسم الشخصيات، كل ذلك تسيطر عليه المفاهيم الأخلاقية.وفي عصر المجتمع الإقطاعي، كانت (الأركان الثلاثة والمكارم الأزلية الخمسة) و(الوصاياالأربعة) وغيرهما، من أبرز المفاهيم الأخلاقية، ولهذا فكل الأعمال الإبداعية التي ظهرتفي هذه الفترة كانت تروج لتلك المفاهيم. مثل "قصة البيبا" (العود الصيني)،(السيرة البطولية للشباب)، (ثلاثة فرسان وخمسة أشخاص صالحين)، فـ "الابنةالبارة ومنع زواج الأرملة"، و"موالاة المدافع عن الحق"، كانا تجسيداًلتلك المفاهيم الأخلاقية。
وبالطبع، فقد انتقد الأدب الأعراف الإقطاعية، ودعا إلى تعزيزالدور لمفاهيم أخلاقية مثالية، وقد ساهم ذلك بشكل كبير في التخلص من المفاهيم الأخلاقيةالقديمة، وبناء عادات أخلاقية جديدة. مثال على ذلك فترة "حركة الرابع من مايو"،فقد عززت أعمال لوشون وغيره من الكتاب هذا الدور。
يؤثر الدين تأثيراً مهماً على تطور الأدب. إن تأثير الدينعلى الأدب كبير، ففي بعض الأحيان يمكن أن يتحكم الدين في الأدب، ويعيق مسيرة تطوره.مثال على ذلك، عندما حكمت الديانة المسيحية أوروبا في العصور الوسطى، واحتكرت كل شيء،وحظرت وجود الأدب العلماني. ولهذا، فإن الحكم الديني قد أفقر الأدب في أوروبا خلالالعصور الوسطى، إلى أن تفجرت النهضة الثقافية، حينها تخلص الأدب من قيود الكنيسة. وقدأثر الدين في الصين أيضاً في كثير من الكتاب عبر التاريخ، كما أنه أثر في محتوى الفكرالأدبي، والشكل الأدبي والتيارات الأدبية. كان النمط الشعري لـ وانغ ويي في أيامه الأولىيفيض حماسة ونشاطاً، قوياً جزلاً، مثل (رحلة الصبي). لكن ما أن دخل الديانة البوذية،حتى تغير نمط شعره. "أدركت أن في الوحدة سعادة، وأن هذه الحياة فارغة. هل يجبأن أفكر في الماضي بعمق، هذا الجسد وهذه الحياة وهمية". فالبوذية تدعو إلى كشفزيف العالم الفاني، والتخلي عن الحياة الدنيا.
فبعد أن اعتنق وانغ وي الديانة البوذية، ظهر نوع من الاطمئنان والراحة في نمطهالشعري. ومن الواضح أن هذا التغير كان بفضل تأثير التفكير البوذي. وبالطبع، فإن الأدبأيضاً قد كشف وانتقد زيف وخداع وشر الأديان، ونبه الناس، وأضعف من تأثير الدين. مثالعلى ذلك جيوفاني بوكاتشيو (ديكاميرون)。
ومن خلال هذا البحث الدقيق نكتشف، أن الأدب ليس منعزلاً بذاته،بل هناك علاقة متشابكة ومعقدة بينه وبين الأيديولوجيات الأخرى، وهذه العلاقة هي مايشكل السمة المعقدة للأدب. يتخذ الأدب من الاقتصاد قاعدة له، وتؤثر عليه السياسة، الفلسفة،والأخلاق والدين في الوقت نفسه تأثيراً عميقاً. وهذا بدوره يشكل جميع نواحي الحياةالاجتماعية. في كتاب ليو شي (العقل الأدبي ونحت التنانين) يوجد جملة كالآتي: (يتأثرالأدب بتغير المجتمع، ويتغير شكله حسب تقلبات العصر والمجتمع)، هذه الجملة تعرض سبباًخارجياً لتطور الأدب، وتصل تغير الأدب، بعادات المجتمع وتقلبات السياسة. وفي (كتابالموسيقى) ورد الآتي: "إذا أردت أن تنشد الراحة والسلام من الموسيقى، يجب أنيكون المجتمع منسجماً ومتناغماً، أما إذا كانت الموسيقى صاخبة، فيستخلف الناسويضطرب المجتمع، حتى يصل إلى درجة ينهار فيها". وهذه الجملة توضح بشكل جيد العلاقةبين الأدب والفنون وتطور المجتمع。
لقد اعترفنا أولاً بالدور الذي يقوم به تطور المجتمع في تطورالأدب، ولكن، عندما نقوم بالتمييز بين إنجازات الأدب من الناحية الفنية الاستثنائية،فسنكتشف أنه لا علاقة بين بعض الظواهر الأدبية الخاصة وبين تقدم المجتمع. يعتبر الأدبنوعاً من الظواهر التاريخية وهو يتقدم تبعاً لتقدم المجتمع، ويعتبر الأدب نوعاً منالفنون وليس بالضرورة أن يتأثر بتطور المجتمع، فبعض إنجازات الأدب البارزة لا علاقةلها بتقدم المجتمع. فهناك بعض العصور التي ظهر فيها أدب ذو قيمة عالية على الرغم منأنها لم تكن عصوراً متقدمة. مثال على ذلك، الأساطير اليونانية هي ذروة تقدم الأساطير،وقد قدمت للبشرية قيماً جمالية نادرة، وجسدت مخيلة غير عادية، لكن ما أن بدأ المجتمعفي التقدم، حتى اختفت تلك الأساطير شيئاً فشيئاً. ويعتبر شعر أسرة تانغ وموشحات أسرةسونغ في الصين ذروة الشعر الذي نشأ في الصين، وعلى الرغم من أن تطور المجتمع من بعدأسرة تانغ، إلا أن الشعر الذي خلفه الشعراء حينها من الصعب وضعه على قدم من المساواةمع غيره. ولهذا، قال وانغ قوه وي: "لا أستطيع تصديق أن ما يُسمى بالأدب الحديث لا يضاهى الأدب القديم، ولكنبشكل عام، هذا القول ليس ثابتاً ويمكن تغييره"، وهذا يعني تطور الاقتصاد، فتطورالمجتمع لا يعني بالضرورة تطور وازدهار الأدب والفنون، بل على العكس، ففي بعض العصور،كان تطور المجتمع والاقتصاد من أحد العوامل السلبية التي أثرت في تطور الشكل الأدبي،وحتى نصل إلى تلك النتيجة، يجب أن نحكم من خلال القيمة الجمالية المتفردة للأدب.
ومن حيث الأسباب المختلفة لتطور الأدب، فإنه ليس بالضرورةأن يزدهر في مقابل تطور المجتمع في ما. إن العلامة المميزة الرئيسية لتقدم المجتمعهي ارتفاع مستوى المعيشة، وهذا هو السبب الأخير لتقدم الأدب، إلا أن أسباب تقدمه متعددة،وتتأثر بالسياسة، والفلسفة، والدين، والأخلاق، وعلم النفس الاجتماعي، وعادات العصروالفنون التقليدية وغيرها。
إن الأساطير هذا الشكل الفني النادر، ظهر وازدهر تحت ظروفاقتصادية متدنية وفي مجمتع بدائي، ذلك لأن كل الأشخاص الأقوياء ذوي المخيلة والبديهةالذين جسدتهم الأساطير، ظهروا في ظروف اقتصادية سيئة، وفي مستوى من الإدراك يصلإلى الجهل。
لم يسهم (العصر الذهبي لحكم الامبراطورين كانغ شي وتشيانلونغ في عصر أسرة تشينغ) في ازدهار الأدب، وكان السبب المباشر في ذلك هو القيود السياسيةالمرعبة. كان مستوى المعيشة في ألمانيا في القرن الثامن عشر لا يمكن مقارنته ببريطانياوفرنسا وغيرها من الدول، إلا أنه ظهر كتاب مثل إفرايم ليسينغ، غوته، فريدريش شيلر،يمثلون وضعا أدبياً مزدهراً في ألمانيا. والأدب الذي ظهر في ألمانيا أثناء (حركةالعاصفة والاندفاع الأدبية) قد شكل التيار الأدبي الأساسي في أوروبا في ذلك الوقت.وهذا يتصل اتصالاً وثيقاً بين الانعكاس التقليدي للفلسفة في الثقافة الألمانية، وبينالفكر المنطقي للألمان وبين العقلية المجتمعية الحرة المثالية. في القرن التاسع عشركانت روسيا متخلفة أكثر بكثير من الدول الأوربية، لكن ظهر فيها كتاب مثل بوشكين، غوغول،إيفان تورغينيف، فيودور دوستويفسكي، تولستوي، تشيخوف، وقد ساهمت أعمالهم البارزة والعظيمةفي ازدهار الأدب في روسيا. وهذا التقدم يقع في منزلة أعلى من تقدم الأدب في أوروبا.وهذا يوضح أن ارتفاع مستوى المادة ليس بالضرورة أن يقابله تقدم في الأدب، وعلى العكس،فإن الأحوال الاقتصادية المتردية لا تؤثر بالضرورة في الأدب بشكل سلبي وتعيق ازدهاره。
وباختصار، فإن الأدب يتقدم تبعاً لتقدم المجتمع، ولكن فيبعض المراحل التاريخية الاستثنائية، يكون ازدهار الأدب لا يتماشى مع تطور المجتمع.وذلك لأن القوة المحركة للأدب لا تعتمد على تحسن مستوى المعيشة فقط، وبالنسبة للأدبهذه الظاهرة الخاصة، فيمكننا أن ندرك بسهولة أن ازدهاره لا يكون متزامناً مع تطور المجتمعبنسة مائة في المائة. ليس للأدب حدود دولة، الأدب هو فن استثنائي، الأدب هو ثروة البشريةالمشتركة، هنا يكمن السحر فيه، وهذا هو السبب في وجود كاتب كبير كـ مويان وغيره فيالأدب الصيني المعاصر。
وإلى الآن، ما يزال المجتمع يقع في عصر متعدد ومتنوع. ولقدبدأت الشبكة الإلكترونية عصراً جديداً لتطور المجتمع. وفي المستقبل، سيؤدي الإنترنتدوراً كبيراً لم نشهده من قبل في تطور الأدب. وما يسمى بالأدب الالكتروني هو ليس أدباًبالمعنى الحقيقي، إلا أنه يساعد بشكل كبير على التبادل الأدبي وتطوره، وهذا هو ما نحتاجه。
شكراً للحضور الكرام!
5 مايو 2014








